02 أبريل 2016

" الإخوان " استغلت قضية احتلال الأحواز تقربًا لـ " إيران "




اعلم عزيزى القارئ أن تناول أى قضية دولية ليس بالهين، خاصة وإن كانت القضية تعرضت للتجاهل المتعمد منذ ما يقرب من تسعة عقود؛ فالأمر أشبه وأنت تعد نفسك فى كل مرة للحديث عنها وكأنك تبحث عن ورقة فى مكتبة قديمة تحتوى على آلاف الكتب الضخمة، خاصة وأن كانت تلك القضية تخص العرب فى المقام الأول، فقضية الأحواز العربية كما ذكرنا عبر مقالين سابقين تعرضت للمتاجرة من قبل بعض دول الجوار لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية كبيرة.
ويشير الدكتور خالد المسالمة فى أحد مؤلفاته بعنوان "الأرض العربية المحتلة"، إلى أن القضية الأحوازية أحد القضايا الأساسية فى العلاقات العربية الإيرانية المتوترة فعلى أرض الأحواز دارت عبر التاريخ عدة معارك وحروب بين العرب والفرس كان آخرها الحرب العراقية الإيرانية والتى بدأت فى عام 1980 حتى عام 1988 .
كما لفت المؤلف إلى أن القبائل العربية سكنت الساحل الشرقى للخليج العربى منذ فجر التاريخ ، فالخليج العربى بساحلية الشرقية الغربى كان المجال الحيوى لحركة القبائل العربية القادمة من شبه الجزيرة العربية والعائدة إليها بقرون طويلة قبل ظهور الدعوة الأسلامية، مؤكدًا أن الآثار والحفريت تؤكد حقيقة تواجد إنسان الجزيرة العربية واستقراره على الساحل الشرقى للخليج منذ عصور قديمة.
فبعض الدول العربية تجاهلت قيام إيران فى عام 1925 باحتلال الأحواز، وذهب البعض الآخر باستغلال الموقف لتحقيق مكاسب سياسية، حتى القضية لم تسلم فى القرن الحادى والعشرين من استغلالها ولعل المثال الأقرب لذلك ما اقدم عليه الرئيس السابق محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية خلال توليه حكم مصر باستقبال رؤوس الدولة الإيرانية فى مصر ومبادلتهم الزيارة إلى طهران ووضع يده فى يد أحمد نجاد فى لقاءه الشهير والذى لوح فيه الرئيس الإيرانى بإشارة النصر من داخل مصر.
المتابع للأحداث الأخيرة وما تتعرض له المنطقة من أزمات عصفت بالمنطقة ، يجد أن ما يحدث فى كلا من العراق وسوريا واليمن ليس ببعيدًا عن تدخل إيران وفرض سيطرتها فى تلك الأجواء التى باتت تهدد الأمة العربية بأكملها والتى يستخدمها الغرب لتحيق مخططة فى المنطقة وما يدلل على ذلك الاتفاق النووى الأخير والسجال الظاهر الذى يحمل ظاهرة معارضة ويبطن بداخلة سياسة التقارب بين المشروع الفارسى التركى ، فتركيا ليست ببعيدة عن الأحداث ؛ فهناك دولة عظمى تقف مترصدة للمشروع العثمانى وتجد فى إحيائه تحقيقًا لمخططها للمنطقة، تتشعب تلك المصالح بين الغرب وأمريكا وتركيا وإيران.
تنظيم الإخوان الدولى ايضا أحد اذرع الغرب الذى يستخدمه لتقوية شوكة إيران وفرض مزيدًا من سيطرتها على المنطقة ، فالغرب ينظر إلى العرب نظرة متدنية ، ويعقد على المشروع الفارسى أماله حفاظًا على مخططه الرامى لتقسيم المنطقة، فبين الحين والآخر تخرج علينا إيران بتصريحات متناقضة تارة تهاجم فيه العرب وتتدخل فى الشئون الداخلية وتارة أخرى تهاجم الدول العظمى وعلى راسها أمريكا ، فعلى مدار السنوات الخمس الماضية كان لإيران دور فى تاجيج الصراع فى المنطقة خاصة فى العراق وسوريا واللذان يشهدان حربًا ضروس لم تضع اوزارها بعد حتى تحقق ما تربو اليه الدول المخططة لمشروعاتها الخفية.
فإيران منذ أن بسطت نفوذها على كامل مساحة الأحواز والتى تبلغ مساحتها تقريبا 324 ألف كيلو متر مربع، و يبلغ عدد سكانها حوالى 12 مليون نسمة فى غفلة من الزمن وظروف سياسية كانت فيها معظم بلاد العرب تحت احتلال وهيمنة قوة اجنبية غربية ، دأبت على طمس الهوية العربية وغيرت الأسماء العربية إلى الفارسية وغيرت مناهج التعليم إلى اللغة الفارسية وسمحت للبعض بالدراسة فى جامعاتها واضطهدت ابناء الشعب الأحوازى والذى اضطر اغلب أبناءه للهجرة للخارج هربا من القهر والاضطهاد والملاحقات الأمنية.
عزيزى القارئ الكريم إننا نحاول أن نضع بين يديك بعض ما وصل إلينا من معلومات عن قضية عمرها قارب على التسعين عامًا عاش مدافعوها رافعين رؤوسهم عنان السماء لإيمانهم بأنهم سينتصرون ولو بعد حين، ودفع شهدائها دماءهم فداءً لوطنهم السليب تاركين أجيالا بداخلهم نواه النضال.
نعدك قارئنا الكريم فى كل مرة بأن نطلعك على القضية بتفاصيل نحصل عليها من مصادرها السليمة بكل حيادية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق