عباس الكعبى : إيران تخطط للإضرار بالعرب .. و " داعش " أداة لتنفيذ مخطط الدول العظمى

أكد عباس الكعبى رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز " حزم " ، أن فتح صفحات عربية جديدة مع إيران في ظل استمرارها بالعدوان على العرب ، يعني قبول مزيدًا من الصفعات.

وشدد الكعبى ، فى تصريحات لـ " بوابة العرب " ، اليوم السبت ، على أن فتح صفحات عربية جديدة مع الدولة الفارسية لا تمحو آثار صفحاتها الماضية والمليئة بالإرهاب والعدوان على العرب ، مؤكدًا أن إيران تخطط على الدوام لإلحاق المزيد من الأذى بالعرب والعدوان عليهم ، متابعًا فى الوقت ذاته يخطط بعض العرب لفتح صفحات جديدة معها.

وتساءل رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز : هل امتثلت إيران لمطالب العرب بإنهاء احتلالها للأحواز وجزر الإمارات ، والتزمت بعدم التدخل في شئوننا الداخلية ليفتح بعض العرب معها صفحات جديدة؟.

وفى سياق آخر قال الكعبى : إن أمريكا وإيران يدعيان محاربتهما لتنظيم " داعش " بينما يتغول التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها والولايات المتحدة فى العراق ؛ ويتوسع في المناطق التي تهيمن عليها إيران أو على أجزاء منها فى العراق وسوريا .

وأكد رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز ، أن روسيا تدك المدن والمناطق السورية بحجة محاربتها للتنظيم ، مضيفًا أنه لهذا السبب لا نشهد تراجعًا ملحوظًا لـ "داعش " ، مشددًا على أنه حينما تنهتى الحاجة للتنظيم  في العراق وسوريا تفتح أمامه أبواب للهروب والانتشار في ليبيا أو المغرب العربي وسيناء وتونس وغيرها من المناطق العربية ، مشيرًا إلى أن غالبية المناطق التي يتنامى فيها التنظيم هي عربية ، مشددًا على أن " داعش " إحدى أدوات مؤامرة الدول العظمى على العرب.

الأحواز العربية .. تسعة عقود من التجاهل

تسعة عقود تجاهلت فيهم الدول العربية أزمة الأحواز العربية والتى ابتلعتها إيران فى عام 1925  ودأبت على طمس هويتها وتحويل مسار انهارها العزبة إلى المدن الفارسية ، فالأحواز لمن لم يسمع عنها من قبل ، فإنها تقع في الشمال الغربي من إيران وتسكنها قبائل عربية متنوعة عاصمتها المحمرة ، ويبلغ عدد سكان الأحواز أكثر من مليوني نسمة حسب إحصاءات إيرانية فى 2006م.

دأبت إيران منذ بسط سطوتها على طمس اللغة العربية وحولت اسماء الشوارع والقرى من الأسماء العربية إلى الفارسية ، وفرضت حصارًا مريرًا على الشعب العربى الشقيق بعد الاطاحة بآخر أمرائها وهو الأمير خزعل الكعبى والذى تم التخلص منه بإيعاز من بريطانيا المحتل السابق لأرضه ، ومنذ ذلك الحين يتعرض الشعب الأحوازى للظلم والاعتقالات والاعدامات الشبة يومية فى ابشع صورًا للتمثيل بجثث الشهداء.

تعد الأحواز الرئة الاقتصادية الأولى لطهران نظرًا لأن اراضيها غنية بالموارد الطبيعية التى حباها الله ، ولهذا السبب لا تستطيع إيران تركها حتى أى ظروف ، وقد شهدت الشهور الأخيرة تغير فى موقف دول الخليج العربى بنسبة 360  درجة ، وخرجت القضية من التجاهل إلى الدعم والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الأحوازى فى تقرير مصيره ضد المشروع الفارسى ، على خلفية اعدام المملكة لرجل الدين الشيعى باقر النمر وردت على الفور إيران بالدفع بعناصرها الارهابية لاقتحام السفارة السعودية وحرقها وهو ما اجج الموقف واصبح أكثر تعقيدًا.

لا يخفى على الجميع أن إيران تواصل هجومها الشرس ضد الدول العربية وتحمى وتحافظ على كل معتنق للفكر الشيعى حتى وإن لم يكن يحمل جنسيتها ، ولعل توغل المشروع الفارسى فى المنطقة أبلغ دليل على ذلك ، وتكاد تسيطر طهران على أغلب أرض العراق عقب الغزو الأمريكى والاطاحة بالشهيد صدام حسين ،  وتعيش مدينة الأحواز المحتلة منذ مطلع العام الجارى 2016 ، احتجاجات واسعة ومظاهرات فى الداخل وفى أغلب الدول الأوروبية والتى تطالب بالحرية وفك الارتباط الخانق عن الدولة الإيرانية الفارسية المحتلة .

ولكى تتابع أكثر ما يتعرض له ابناء الشعب الأحوازى عليك بأن تقرأ تاريخه النضالى ضد المشروع الفارسى والذى يمتد تاريخه من الفتح الإسلامى ، فقد دلل التاريخ على الصفحات البطولية لألاف الشهداء الذين دافعوا عن ارضهم وعملوا على اسقاط المشروع الفارسى فى المنطقة ، إن المؤرخون والباحثون جانبهم الصواب عندما اعطوا ظهورهم لتلك القطعة العربية الخالصة لشعب ذاق مرارة المتجبر الفارسى ، ففى عام 1948 تلقت جامعة الدول العربية العديد من المذكرات حول القضية الأحوازية إلى أنها ظلت حبيسه الأدراج ، ولعل عدم تناول بعض الكتاب الكبار فى عالمنا العربى يفتح الباب على مصرعيه الآن لإعطاء هذا الشعب حقه فى نيله قسطًا من الاهتمام.

أعتقد أن القضية الأحوازية لا تقل اهتمامًا عن القضية الفلسطينية فتلك القضيتان من المفترض أن يضعهما العالم العربى فى إطار اهتمامه نظرًا لخطورة المخطط الإيرانى الفارسى والذى تدعمه إسرائيل وأمريكا فمخطط تقسيم المنطقة طهران حاضرة فيه بقوة ولها سيطرتها وتحولها لبعض ما يحدث على أرض الواقع .. تابعونا عبر سلسلة من المقالات التى سنتناول فيها القضية بالتفاصيل .

Abdo_ww@hotmail.com


إقرأ المقال فى موقع آخر
وايضا هنا