28 فبراير 2012

وعود فى الانتظار .. وشعب مل البقاء


وعد جديد قطعه على نفسه المشير طنطاوى ،حينما قال فى خطابه الموجة إلى أعضاء مجلس الشورى فى جلسته الإجرائية الأولى اليوم أن المجلس العسكرى متعهد بتسليم السلطة كاملة كما يرتضى الشعب ، مضيفا قائلا : وها نحن نتأهب خلال الفترة المتبقية من هذه المرحلة لاستكمال مسيرتنا نحو الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة العصرية، وذلك باختيار أعضاء الجمعية التأسيسية التى تمثل فيها كافة أطياف المجتمع لإعداد الدستور الجديد وإجراء انتخابات رئيس الجمهورية، مجددين العهد بأن تكون هذه الانتخابات مثلما كانت الانتخابات البرلمانية، نموذجا فى الحرية والديمقراطية وعنوانا للنزاهة والشفافية.
فأمام كل التأكيدات التى يكررها المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ توليه إدارة شئون البلاد ، لماذا لم يكن منجزا فى تحقيق العدالة كما طالب بها الثوار والشعب بكامل فئاته وطوائفه ؟ .. أننا ما زلنا نعانى من أرث تركه لنا عهد بائد يقوم بتنفيذه قيادات تربت على التضليل والكذب على الشعب واستغلال عواطفه وطيبته ، فما زالت قيادات تقوم بتسكين الشعب بنفس النهج القديم ، وكأننا نرتاد سفينة تقف فى مياه راكدة لا تحركها أى رياح أو أمواج تغير مسارها .
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فهناك أحداث تقع هنا وهناك تزيد من الأمر تعقيداً ، لا أريد أن أشير إلى حدث بعينه فالأحداث جميعها يحركها الشارع دون ترتيب وكالعادة تتحرك غرف عمليات المسئولين بعد وقوع الحادث ، ويتظاهرون بأنهم فى عمل دائب على مدار اليوم ، الم يكن هذا أرث من نظام بائد ، بالإضافة إلى الملف المنى الأكثر تعقيداً حسبما وصفه البعض ، ووضع روشتة لعلاجه تتمثل فى إعادة هيكله وزارة الداخلية ، وكالعادة أفواه تتحدث ولا تنفذ على أرض الواقع ، متخصصون يناشدون بوضع أيديهم فى يد من يهمه الأمر ولكن دون جدوى .
الأحرى بنا أن نكون ايجابيين ، ونتحرك بأنفسنا دون انتظار ، فأننا أذا انتظرنا الفرج فقد يكون بعيد ، أو يكون أندثر بين طيات التضليل ، أفعال لا تتطابق مع الأقوال ، تصريحات تحرك التلال لكنها تعود إلى نفس المكان ، فمسئولينا الكبار نستمع فى كل يوم إليهم ونتلقى وعود ووعود لكن دون تطبيق ، وما زلنا نرتاد نفس السفينة وفى نفس المكان .
كنا فى بدايات عهد الثورة على يقين أن من تولى إدارة شئون البلاد سوف يقف بكل حزم ويضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإضرار بالبلاد ، فتفاءلنا جميعا ووقفنا شامخين كالجبال ، قهرنا عدونا الداخلى مما يخبئه لنا القدر وملئنا التفاؤل بمستقبل أكثر ديمقراطية وإيجابية ، لكننا شيئا فشيئا فقدنا حماسنا ، وامتلكنا أحساس الدوران فى نفس المكان .
مشاكل كثيرة وقفت حجر عثر أمام السؤال.فتركها تموج فى قاع المحيط ، لم نكن نتوقع أننا بعد عام من الثورة لم نستطع السيطرة على الانفلات الأمنى وما جاء على أثره من أحداث ، فيكاد لا يمر يوم ونسمع عن حادث قتل أو اغتصاب ، أو نشوب معارك بين قريتين أو قبيلتين ، حدود تهرب من خلالها كل ما هو ممنوع ، حوادث تزداد يوم بعد يوم فى الشوارع والميادين ، ثأر هنا وثأر هناك ، سياحة متدنية واقتصاد ينهار سلوكيات طفرت على السطح لم يعتدها الشارع المصرى من قبل .
كل ذلك ولم نجد تفسير لما نحن فيه ، حكومة استقالت وحكومة تولت وما زال نفس الحراك ، أحزاب سياسية تتناحر وأحزاب تسارع من أجل البقاء ، وشعب مل من طول الانتظار ، ألم يكون ذلك كله ذات أثر فى نفوس الناس ، عمال تركت مصانعها وشباب توقف نشاطه ، وعاطل مل من طول الانتظار .
ناهيك عن كل ذلك لم أجد أجابه عن سؤال .. أين ذهبت خيرات مصر فى عهد النظام  ؟ .. لم أجد أجابه واضحة عن السؤال لم يخرج علينا مسئول يقول إننا نستكمل مشروع هنا أو هناك وعود ووعود وما زلنا فى الانتظار .