12 أغسطس 2011

خبراء : المجلس العسكرى حقق الكثير من المطالب .. والتأخير سببه الخلافات بين القوى السياسية


اليوم بالتمام والكمال أتم المجلس العسكرى ستة أشهر وهى المدة التى حددها فى إدارة شئون البلاد عقب تنحى مبارك ، وقطع عهداَ على نفسه بأنه سيسلم البلاد إلى سلطة مدنية بعد إجراء انتخابات برلمانية نزيهة يعقبها دستور وانتخابات رئاسية يشهد العالم على شفافيتها ، وبعد انتهاء المدة المقررة التى أكد عليها مرارا وتكرارا يشكك الكثيرون فى نية الجيش تسليم السلطة وينوى البقاء تمهيدا لطرح شخصية عسكرية لمنصب رئيس الجمهورية ، تباينت الآراء حول تلك الاتهامات ما بين مؤيد ومعارض ومنهم من التمس العذر ملقيا بظلال الأمور على مواصلة الاعتصامات والإضرابات والاختلافات التى طفت على السطح مؤخرا بين فصائل القوى السياسية المختلفة .

بعض القوى الليبرالية والشخصيات العامة  تواصل وابل من الهجوم ضد المجلس ويتهمه بعقد صفقة مع الحركات والأحزاب السياسية ذات التوجه الدينى ، ومن جانبها ترد على تلك الاتهامات إنهم هم من عقدوا الصفقات  ويطبقون الأجندات الأجنبية ، فقد شهدت المليونيات الأخيرة صراعات واختلافات كبيرة ، وظهر نوع من فرض السيطرة على مارثون الحشد والجماهيرية .

وأمام كل تلك الأجواء المشحونة والتى لا تنذر بتوافق ما بين القوى والحركات السياسية على مختلف توجهاتهم ، يقف المجلس العسكرى فى موقف لا يحسد عليه ، يجرى بعض اللقاءات مع بعض الأحزاب والقيادات ذات التأثير الفعلى على الشارع المصرى ، ويفاجأ من الآخرين بإلقاء التهم وعقد الصفقات .

  د. قدرى سعيد رئيس وحده الدراسات العسكرية بمركز الأهرام الاستراتيجى يرى أن هذه الانتقادات والتشكيك نتيجة تواصل الاعتصامات والإضرابات المتلاحقة والتى تلقى بظلالها على مزيد من الفوضى والفراغ الامنى ، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى احدث نوع من الهدوء الامنى بنسبة لا بأس بها ، ويرى أنه لولا تواجده لوقعت حروب أهلية فقد أيد الثورة وحافظ عليها منذ اللحظة الأولى .

ولفت سعيد إلى أن المجلس حقق ما نادت به الثورة فى إشارة منه لمحاكمة مبارك والذى لم يتهاون فى الإسراع بها ، وانه سيجرى الانتخابات المقررة فى موعدها رغم تأخيرها عن موعدها وذلك نظرا للحراك السياسى والأحداث المتلاحقة من بلبلة وفوضى أمنية .

ووصف سعيد ما يحدث فى ميدان التحرير من الاعتصامات ونصب الخيام بالإضافة إلى الاعتصامات فى أماكن آخرى " بالكلام الفارغ وأنه لا يحق لأحد التظاهر والاعتصام " مبررا بأن الظروف حاليا لا تسمح بذلك .

نورهان الشيح أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة ترى أن المجلس العسكرى حقق ما كانت الحركات السياسية تنادى به قبل الثورة ، ما كانت تحلم به فى ظل النظام السابق ، وأن كان هناك خلاف على بعض القوانين التى أقرها أرجعت السبب فى ذلك إلى وجود الخلافات والنزاعات الموجودة سلفا بين الأحزاب بعضها البعض وحتى داخل الحزب الواحد .

وأوضحت الشيخ أن المجلس ليس لديه عصا سحرية يحقق بها كل ما يطلب منه فى الحال لكنه يقوم مسبقا بطرح بعض القرارات ونصوص القوانين على القوى السياسية حتى يصل إلى حل وسط ، ورغم ذلك يوجد خلافات وانتقادات .