28 مارس 2011

مصر.. وفحوا عصر جديد له ماضى


تفوح رائحة تكاد تكون غير مطمئنة بعد أن أعلن المجلس العسكرى منذ ساعات عن مشروع القانون الذى ينظم قيام الأحزاب .. والذى حمل بين طياته شروط تعجيزية أكثر منها إجحافا وظلم .. مما يترتب عليه بقوة عدم أنشاء أحزاب جديدة فى الفترة القادمة ، فقد أطلقت التصريحات وكأنها وابل من القصف المدفعى الذى لا يتوقف ويكاد يصم الإذن .

تلقت الأوساط السياسية ورجال المعارضة النبأ بحزن وتردد صدى النبأ بسرعة البرق ، الانتقادات جاءت على الشروط نفسها والتى جاء فى مقدمتها شرط عضوية 5000 عضو بدلا من 1000 بحيث تكون كل محافظة تضم 300 عضو وهو ما قد يقلص فرص العديد ممن يأملون فى أنشاء حزب خاصة فئات بعينها ، الأمر برمته سيكون حديث الساعة خلال الساعات والأيام القادمة وستتناوله وسائل الإعلام وخاصة برامج "التوك شو" والذى سيعتبر مادة دسمه لها مصادرها العديدة وينتظر الكثيرون التحدث عنها ، فمن المنتظر أن يكون هناك إعصار من الانتقادات والذى من المحتمل أن يتأجج الموقف ويتعقد أكثر فأكثر .

المفارقة العجيبة أن المجلس بدأت الجماهير تفقد فيه الثقة شيء فشيئا وذلك على خلفية تأخر المحاكمات والسير بخطى بطيئة نحو تحقيق مطالب الثورة وهو ما دعا لتناثر الإشاعات التى طالت شفافية المجلس العسكرى ، وبدأ يتلقى ضربات قد لا يحمد عقباها ، فبالأمس نظم أكثر من 500 فرد وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين  طالبوا خلالها بمحاكمة مبارك وأقاله المشير طنطاوى والذى اعتبروه جزء من النظام ، ثم اتجهوا إلى ميدان التحرير وظلوا مرابطين لأكثر من 8 ساعات وسط تجاهل من قوات الأمن والتى اكتفت بالحفاظ على انضباط حركة المرور فقط .

فى النهاية نحن ننتظر ما هو أهم وهو الإعلان الدستورى والذى سوف سيتحدد على ضوءه طبيعة الفترة القادمة ونأمل أن يكون رحيما بالشعب لأنه لم يعد يطيق أكثر مما تحمله طيلة 30 عاما من القهر والظلم والتسويف والتضليل مما كان مردودها أن قامت الثورة وأطاحت بالنظام  وأجهضت محاولة التوريث التى كان النظام يعمل ليل نهار وسخر لها كل طاقاته من آجل نجل مبارك الذى كان يأمل فى استمرار المسلسل القهرى حتى تكاد تصل حلقاته إلى ما لا نهاية فإذا قدر له أن يتواصل تصويره ربما كان سيحصل على جائزة أفضل مسلسل من حيث عدد حلقاته.    

17 مارس 2011

سفينة إنهاء الانقسام نصبت شراعها


                     من غزة – أحمد عدوان

من كان في ساحة الجندي المجهول اليوم الثلاثاء  الخامس عشر من آذار/ مارس استشعر مدي تحضر الشعب الفلسطيني في المطالبة بحقوقه والطاقة الهائلة التي في صدور الشباب والمتظاهرين لأجل ترتيب الصف الداخلي وإنهاء الانقسام الذي ينهش في جسد الوطن والمطالبة بحقوقهم في مستقبل أفضل يقودهم لإقامة دولتهم المستقلة بقيادة فلسطينية واحدة تجمع كل طوائف التيارات السياسية الفلسطينية

المراقب للميدان يؤكد علي أن هذا اليوم يوماً مشهوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني في رؤية ألآلاف المؤلفة التي تجوب ساحة الكتيبة والجندي المجهول وتنوع الشعارات والهتافات كان ينصب جميعه في بوتقة المصلحة الوطنية وتقريب المسافات بين شقي الوطن

ولا زال يؤكد المتظاهرون علي استمرار بقائهم في ساحات غزة حتى تستجيب القيادات لمطالبهم ويتم وضع أول نواة للمصالحة وإنهاء الانقسام الذي كان هذا اليوم شاهداً علي ذلك الحراك السياسي والجماهيري الحاشد

أن متابعتنا للإحداث تؤكد علي أن شعبنا سيتمكن من إنهاء الانقسام ومن إيصال رسالته بالطريقة الحضارية والسلمية حتى ولو حاول بعض المنفلتين من قلب الشارع الفلسطيني وجرجرته نحو مطالب مسيسة أخري لا تخدم العموم من أفراد الوطن وترجعنا إلي حالات الفوضى و الفلتان الأمني والزخم الذي تشهده غزة عن غيرها في الضفة كان بعد التوصيات التي أصدرها الشيخ إسماعيل هنية في الحفاظ وحماية المتظاهرين وخروج حركة حماس لمساندة مطالب الشعب الفلسطيني يؤكد أن الحركة تحتاج إلي الوحدة وإنهاء الانقسام أكثر من أي وقت مضي

وبذلك فان حضارية الشعب الفلسطيني في تلك المسيرة يؤكد أيضا علي أن الحكومة في غزة قد قامت علي واجبها في حماية المتظاهرين علي أكمل وجه وبذلك فهي لا زالت تؤكد علي التفافها حول مطالب الشعب الفلسطيني الداعي لإنهاء الانقسام

إن مشهد المسيرات الحاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة للمطالبة بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية دون المقارنة عن حجم الزخم أو تعداد المتظاهرين يؤكد جميعهم شباب ونساء وأطفال وشيوخ حتى ذوي الحاجات الخاصة يؤكدون علي وجوب إنهاء الانقسام

وصراحة إن إنهاء الانقسام مشهد يغيظ الاحتلال الذي زرع الفتنة ودق مسمار الأنقسام وعمل علي تقسيم الوطن وفرض الحصار الذي بدأ يقتلعه أبناء الوطن المخلصين من خلال وقوفهم لرأب الصدع وإعادة اللحمة للصف الفلسطيني

وما نحتاجه في هذا الوقت لإتمام عملية خلع ذلك المسمار العفن الذي سبب احتقان و تقرحات في جسد الوطن أن يتم المسارعة إلي تحقيق المصالحة سياسيا وعلي ارض الواقع بين شقي الوطن السليب وتغليب صوت العقلاء وعلي الإسراع إلي حكومة وطنية تجمع الجميع تحت مظلتها

الحاجة الآن هي لإقامة الوحدة الوطنية علي أساس الثوابت الوطنية وعلي أساس إزالة كل الاتفاقيات وعلي رأسها كامب ديفيد وأسلو وكل الاتفاقات الرتيبة من تنسيق امني مع احتلال لا زال يستبيح مقدراتنا ويدنس مقدسنا الشريف دون أي حق له في ذلك

أخيراً : إن الأغلبية العظمي من الشعب الفلسطيني إن لم يكن كافة أبناء الوطن مجتمعون علي أن إنهاء الانقسام انه هو الحل الوحيد للتفرغ بعدها لقضيتنا الأهم هي باستعادة القدس وكافة أراضينا السليبة فأعتقد انه الوقت مناسب يا حكومتا الضفة وغزة وان سفينة الوحدة قد نصبت شراعها فالحقوا بركب الطامعين في استعادة المقدسات قبل أن يفوت عليكم اللحاق بالركوب في سفينة النجاة فيحول بينكم وبين شعبكم الموج  فحينها لا عاصم من أمر الله

11 مارس 2011

مصر إلى أين ... ما بعد ثورة 25 يناير


شهدت الأيام القليلة الماضية أحداث مؤسفة عصفت بالحياة السياسية وأخذت منعطفا جديدا هى عودة الفتنة الطائفية من جديد بعد أحداث هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول مركز أطفيح بمحافظة حلوان ، ذلك الحدث أخذ بعدا لم نتوقعة فقد دارت مواجهات عنيفة بين المسلمين والاقباط فى مناطق المقطم والقلعة خلفت 14 قيل 54 مصاب بعد أن قامت اعداد بقطع طريق الاستراد لمده ساعتين من قبل سكان منشاة ناصر وتم تبادل اطلاق النيران حتى صباح اليوم التالى ، لم يكن الحادث بمثابة مشاجرات فردية بل امتدت إلى احياء تلك هى زوبعة الفتنة ، بداية القصة بدأت فى قرية صول عندما قرر شباب القرية الانتقام من شاب مسيحى أدعوا انه على علاقة بفتاه مسلمة من نفس القرية وتحولت تلك الادعاءات  إلى حقيقة وتحولت القرية إلى نيران تطالب بالقصاص وتوجهت مجموعة من الشباب إلى الكنيسة وقاموا بحرقها ثم هدمها ، وهو ما افزع المسيحيين وارهبهم ففروا من القرية خوفا من بطش الاهالى بهم ، وعلى الفور توالت الاستغاثات من الاقباط لتتحول فى اليوم التالى إلى مظاهرات أمام مبنى الاذاعة والتليفزيون وتعالت الاصوات مطالبه بعوده الكنيسة مرة أخرى فعلى الفور أستجابت قاده القوات المسلحة وأمرت ببناء الكنيسة فى نفس موقعها ، خلال تلك الاحداث صارعت الشخصيات الوطنية فى احتواء الموقف خوفا من تاجج الاحداث وهو ما استجابت له الاهالى فى القرية بعد جلسات صلح بين الطرفين على أن يتم محاسبة المتسببين فى الحادث ، الغريب أنه خلال توهج الموقف تواترت انباء من هنا وهناك واتهامات لم يثبت صحتها إلى أن النظام السابق كان له نصيب الاسد فى تلك الاتهامات خاصة صاحب المصلحة الأولى وهو الحزب الوطى والذى برر البعض بأنه لا يريد استقرار الاوضاع فى اشاره إلى أنه نوع مو أنواع الثورة المضادة .

ولكن على المستوى العالمى فقد اختلفت النبرة تماما عما سبق خلال وجود النظام المخلوع فقد تفهم الكثيون الموقف وفسروه على أنه حادث استثنائى ليس الا ، ولم يعد هنااك نبرة الدعوة لحماية الاقباط فى مصر ، أن ما حدث خلال ثورة 25 يناير أثبت للعالم أن المصريين مسلمين وأقباط هم شركاء فى وطن واحد فقد اقيمت الشعائر الدينية المسلمة والقبطية على أرض ميدان التحرير وسط ملايين من المتظاهرين وهو أثبت أنه لا وجود لما يسمى فتنة طائفية كما كان النظام السابق يطلق عليها ، وشرع فى استغلال واستحداث مواقف  مون صنع رجال الامن حتى يشغلوا الموطنون بهموم مختلفة لا يفوقوا منها .

بيد أن ما حدث وما سوف يحدث من أزمات لم يؤثر على الثورة ومكتسباتها فهى ثورة نقية ولدت طاهرة لا تعرف التفرقة الجميع فى بوطقة وأحدة الكل سواسية مسلم بيد مسيحى طفل بيد شاب ، أن ما يتواتر من شائعات أصبحت لا قيمة لها فالشعب أفيق من خفلته وأصبح يعرف من كان وراء تلك الأحداث وما الهدف منها ، المصريون أصحاب حضارة وبناء أوطان فمصر قبلة العالم العربى وقائدة مسيرة الكفاح والنضال ضد الاستبداد والظلم ، هذه الثورة أعادت للمصريين كرامتهم واصبحوا الآن فى الصداره فقد ابهر العالم بالتحضر وعرفوا كيف تقوم الثورات وكيف تنجح ، لقد اثلج صدرى عندما تابعت بعض القنوات الغربية وهى تعرض تقارير لها بينت أننا أصحاب فكر مستنير ، وأوضحت أن المصرى يستطيع إدارة الازمات بكل عفوية بدون مسبقات .

الآن يستطيع المصرى التنفس بحرية والانطلاق عبر المستقبل بكل حيوية ما زال هناك الشرفاء من الوطن يستطيعوا بناءه من جديد أنظروا إلى الافكار التى تنبثق من عقولنا ما بين شاب وهرم تستطيع تلك الافكار عوده الاستقرار ولكن بشرف وآمان .