26 يناير 2016

الأحزاب ومرتزقة السياسة





لا يختلف أحد على أن الأحزاب السياسية فى مصر وصل عددها إلى ما يربوا 50 على أرض الواقع ما بين كيانات تعمل بديمقراطية خالصة وآخرى تسيطر عليها شخصيات انتهازية معروفة للجميع تحاول حماية نفسها ومصالحهم فى مقابل دفع الأموال .
وإذا تبحرنا فى تاريخ  بعض الأحزاب السياسية نجد انفسنا أمام أحزاب انٌشأت من أجل توصيل رسالة بأن هناك ديمقراطية ومعارضة بناءة بينما نجد آخرى قامت على الصراع بين اقطابها واتخذها البعض كوجاهة اجتماعية ، ناهيك عن من هم لا يصلحون أن يكونوا اعضاءً فى مجلس إدارة نادى رياضى ، لا اريد هنا ذكر حزب بعينه فجميعنا يعرف تلك الأحزاب.
الكارثة والضامة الكبرى أننا نجد شخصيات تتصارع على كيانات كانت تدار بسياسة الفرد الواحد أو بالأحرى ( صاحب العزبة ) وأمام هذا الصراع نجد أن الشباب هم وقود تلك الحرب وأول من يتساقطون بسبب سيطرة الكهول على مقاليد الأمور ، فالأمثلة كثيرة لا حصر لها ‘ وإذا تطرقنا قليلا للخوض فى أروقة بعض الأحزاب نجد أن هناك شخصيات تتصارع على منصب الرئاسة يفتقدون للحكمة والعقلانية دفعهم جنون العظمة للركب فى مصاف السياسيين والمخضرمين فهناك شخصيات ثبت بالدليل القاطع أنها تفتقد لكل المقومات والآليات المؤهلة ، تجربة الأحزاب السياسية فى مصر مريرة ويقف القانون حائرًا أمام الفصل فى النزاعات الدائرة داخل أروقتها ، ويعود السبب فى اعتقادي أن القانون ضعيف إلى حد عدم استطاعته الفصل فى النزاعات وثغراته يستطيع رجال القانون المخضرمون النفاذ منه إلى ما تهواهم ضمائرهم .
رجال القانون هؤلاء نفسهم يدخلون فى حلبة الصراع وينفذون احيانًا إلى منصب الرئاسة مباشرة ببعض من الحنكة والمكر ، فهناك من يتصارع بعد أن حصل لموكله على حكم ويعتقد أن له حق أصيل فى الكيان ككل على الرغم من أنه تحصل على اتعابه مقابل الدفاع عن موكله ، هذا ليس اتهامًا لمهنة المحاماة فهى مهنة النبلاء ورجال المهام الصعبة الحاملون للواء العدل ضد المعتدون والمدافعون عن الحق فى ساحات القضاء ؛ فلكل قاعدة شواذ وهناك الصالح والطالح فى كل مهنة.

أما آن الآوان أن تضع الأحزاب السياسية مجتمعة دون تفرقة ونعرات كاذبة وتقسيمات ايدلوجية باهتة وشرذمة لا طائل منها خريطة عمل موحدة بمثابة " خارطة طريق " يعمل عليها الجميع من أجل هذا الوطن الذى عانى الأمرين منذ القدم .. الوطن يا يتحمل التفرقة ويتطلب منا العمل تحت رايته من أجل مستقبل مفعم بالديمقراطية والحرية الساطعة.