15 مايو 2009

زيارة أوباما القاهرة وترويض الأسود


فى الوقت الذى ينتظر فيه العالم زيارة أوباما إلى القاهرة وإلقاء خطبة من قاعة جامعة القاهرة يخاطب فيها العالم العربى والاسلامى يجول فى خاطر الكثيرين أنها سوف تكون تاريخية حيث سيخاطب العالم الإسلامي ويحثه على فتح صفحة جديدة من العلاقات والتحاور بين الأديان وتعظيم دور الديمقراطية والحرية الشاملة لكن السؤال هنا ماذا سيقوله أوباما عن الإسلام والمسلمين وما هى خطته لتصحيح مفهوم الإسلام ؟؟ وهل سيقتنع العالم بذلك آم سيكون هناك أقاويل واستنباطات أخرى ؟ دعنا من ذلك الآن ولننتظر وقتها ماذا سيقول .
المهم الآن هل صعود الرئيس الأمريكي إلى منصة الخطبة كانت فى بداية الانباء التى ترددت أنه سوف يلقيها من على منبر الأزهر وهو ما وضع سؤال استفهام حولها ؟؟ هل يجوز شرعاً أم لا الغريب فى الأمر أن أغلب العلماء أجاز ذلك والبعض رفض ؟ فما الصحيح أذن وأذا قلنا أنه يجوز فما المنفعة من ذلك فهل هو المنوط يتوجية دعوة للعالم الإسلامى أجمع البعض صحح ذلك وقال ما دامت هناك منفعة فلا مانع خاصة أنه صرح بأنها ستكون دعوة جديدة لتصحيح ما أثير كثيراً عن الإسلام وارتباطه بالإرهاب ، بعض المحللين قالوا أنها دبلوماسية جديدة سيسير عليها أوباما لانه مجبر على ذلك خاصة ما خلفه حادث 11 سبتمبر الشهير فالعالم الإسلامى مترامى الأطراف أمريكا نفسها بها أعداد كبيرة من المسلمين والذين تعرضوا لمضايقات عقب وقوع الحادث وحاولوا بعدها تصحيح المفهوم الخاطئ عن الإسلام وحاولوا جاهدين فى تغيير الصورة وقاموا بعقد العديد من المؤتمرات من آجل حوار ديمقراطى سليم بين الأديان .
فلندع كل ما سبق جانباً ونحاول التفكير بعمق فيما سيحدث مستقبلاً مع قراءة الماضى ووضع الأحداث التاريخية فى الخلفية ، إذا نجح أوباما فى تغيير الصورة تلك ووجه دعوة إلى التعايش بين أطراف العالم من أجل مستقبل أكثر ديمقراطية وحرية فهل ستدعه الأقطاب العظمى فى تحقيق ذلك ؟ ربما سيواجه صعوبات فى البداية لكنه إذا نجح فسيكون بمثابة مروج الأسود والأفاعي البارع المهمة صعبة وتتخذ أبعاد كثيرة أهمها الصراع العربى أل إسرائيلى والتعصب المتشدد الذى يسيطر على القضية والبعد الثانى الشيعة وخطتهم فى السيطرة على الشرق الأوسط وتلك قضية أخرى حساسة ذات بعد دينى أما اذا تناولنا العالم الأوروبى برمته فكان يتبع الإدارة الأمريكية السابقة دون تردد خاصة إنجلترا .
أنا لم أقصد تعقيداً للأمور ولكنى متابع جيد لما حدث فى الماضى فنفس أمريكا هى من ربت تلك العداوات وساعدت على نموها كما صنعت الخلافات بين الدول ومدت بعضهم بالقوة من أجل تحقيق الهدف الأعظم وهو أحداث خلال فى موازين القوى كى تكون هى المستفادة فى النهاية لكنها زاقت من نفس الكأس وعانت من توابعه ، فهى تهدف فى المقام الأول إلى مصلحتها فى كل شبر من الكرة الأرضية .
سياسة اوباما الجديدة كما فسرها الخبراء والمحللين السياسيين هى معالجة ما خلفته الإدارة الأمريكية السابقة من أزمات جعلت العالم يغير وجهه نظرة فى أمريكا خاصة العالم الإسلامى ، فاوباما يريد تغيير تلك الصورة وتصحيحها ولكن هناك أجنده فى البيت الأبيض لابد من أن يسير عليها ولا يخرج عن نصها فكل رئيس أمريكى له وجهه نظر وطريقة مختلفة فى تطبيقها وأذا فشل فى تحقيق مصلحة الأمريكان وصيانة أمنه نال لعنات الأمريكيين مدى حياته .
أنا أرى ألا نكون متفائلين كثيراً باوباما ونتعامل ونخوض التجربة ولكن بحذر وفى حدود صيانة كرامتنا وشعوبنا ولتعامل بعقول واعية مع المستقبل ربما سيكون محملا لنا بالخير ويجنبنا ويلات قد تكون فيها تدميرنا ، المهم فى النهاية نريد تصحيح المفهوم عن الإسلام مع العمل على زيادة تماسك العالم الإسلامى فى النهاية وظهورة بالمفهوم الصحيح .