19 أكتوبر 2015

الفئات الضالة تطالب بمحاربة أبناء المهنة



على الرغم من أن مهنة الصحافة كما عرفها البعض بأنها مهنة البحث عن المتاعب ؛ ونقل الحدث كما هو بكل سلبياته وايجابياته وترك الحكم عليها للرأي العام صاحب الكلمة والأولى والأخيرة بتحكيم العقل والخلفية التي صاحبت ثقافته ؛ إلا أنها تواجه المتاعب وتحارب من قبل الكثيرين ، وبين الحين والأخر نفاجأ بعشرات الشخصيات التي ضلت طريقها وفقدت صوابها دأبت على مهاجمة وتشويه أقطاب المهنة بغض النظر عن الرسالة ومضمونها وبدافع الانتقام والحقد الدفين تجاه طبيعة المهنة ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لجأت جرثومة هذا الوباء في مطاردة المواهب الشابة.
ونجد فئات فقدت تواجدها على الساحة السياسية ولفظتهم بعض الجرائد والقنوات الفضائية ، تحاول النيل من الجماعة الصحفية ككل فشرعت في تدبير الدسائس وحياكة الوقيعة بين الجميع والمتاجرة فى الأرزاق ، تلك المهنة التى لها تاريخها المشرف بعيدًا عن الانتهازيون والمستغلون والمتاجرون بقوت الشباب وآمالهم وطموحاتهم ، خرجت فئات ضالة طالبت بمحاربة الصحفيين بدم بارد ومحاكمتهم بأقصي العقوبات وفرض كردون حديدى حول القلم.
 سنوات عجاف مرت بها المهنة دون تحقيق أدنى مطالب في الوقت الذي حققت فيه مهن أخرى مطالبها ، وقفت وقتها الجماعة الصحفية فى وجه جماعة استأثرت بالسلطة بعد سرقتها عقب 25 يناير وحتى الآن المهنة ينقصها الكثير والكثير ويكفيها أنها تصارع أمواج عاتية منذ ما يقرب من أربعة عقود.
أما يكفى تلك الأشباح التى تحارب شباب المهنة بأن أبناءها وقفوا وساهموا في تنجيمهم ووصلوا إلى ما وصوا اليه وتقلدوا أرفع المناصب ولم يترددوا لحظة في الدفع بهم فى أتون المعركة  ، ناهيك عن نجومية الفنانين ومشاهير الكرة الذين كانوا يتمنون يومًا الحديث مع صحفي أو التقاط صورة الآن يتهربون من الحديث ويتطاولون بدون مبرر أو سببًا لقيط.
فهناك شخصيات تربت على الانتهازية ولو تم إخضاعها للكشف الطبي لاكتشفنا أنهم أصحاب أمراض نفسية وعقد حياتية لازمتهم منذ أن كانوا أطفالًا ، فبعضهم حلم بأن ينضم إلى حزب ما أو يعمل فى مهنة ما نجده بعد أن كان يخطب ود الرؤساء والقيادات ، تحولوا بين عشية وضحاها لوحوش كاسرة تهاجم كل من يقف إمامها ، والأمثلة لا حصر لها.

المبادئ لا تتجزأ والأعراف والتقاليد لا تباع ولا تشترى ؛ لكنها تولد بداخلنا وتنموا في البيئة الصالحة وتتحول إلى نقيضها حينما تجد صاحبها لدية الميول والاستعداد لبيع نفسه فى سوق النخاسة ، فكم من أناس باعوا أنفسهم بأقل القليل.