14 أكتوبر 2018

خاشقجى فى البيت الأبيض




شغلت قضية اختفاء أو فقد الصحفي جمال خاشقجي سعودى الأصل أمريكى الجنسية والمقيم الدائم فى تركيا، الراى العام العالمى وصحف العالم، خاصة فى المعسكر الغربى الذى يدعى تطبيقه ودفاعه عن حقوق الإنسان جهارًا نهارًا فى كل حدب وصوب، عدًا المناطق العربية خاصة فلسطين والمناطق التى احتلتها إسرائيل فى 1956 و 1967 بإيعاز ومساندة علنية من الدول الكبرى على راسها أمريكا، وما ضمته إيران على طول الخليج العربى بمباركة بريطانيا اعقاب 1925.
يعطيك الإعلام الغربى احساسًا بأنه ينتفض لمجرد غياب أو اختفاء فرد فى أى بقعة فى العالم عدًا ما ذكرته فى الأعلى، نعم الإعلام ونعم قادة الدول الكبرى، التى تتظاهر بحفاظها وتطبيقها حقوق الانسان بحسب أهوائها وسياستها المقيتة.
مصير خاشقجي المفقود أو المختفى، ستكشف عنه الأيام المقبلة حتما ربما عقب مرور 120 يوميًا والتى تحددت لرئيس أمريكا، وقتها نستطيع تحليل مع سيعلن عنه إذا ما كان حقيقة أو قصة اختلقت لتبرير الأمر.
تشير كل الدلالات من وجهة نظرى المتواضعة إلى أن الأمر طالما تدخلت فيه أطراف آخري خاصة بريطانيا الحليف القوى للولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع أن تتبعها دول صديقة آخري فى الأوقات القريبة، لذلك أنا مقتنع بأن ملف خاشقجى برمته متواجد داخل البيت الأبيض خاصة بعد توجيه الدعوة لخطيبته للقاء ترامب واشترطت أن تكشف أمريكا مصير خطيبها قريبا، وهو ما فضح الخلطة لترويج الأمر على هذا النحو، لما تتأخر قطر كالعادة لتأجيج الأمر بسكب مزيدًا من الزيت على النار.
خرجت قناة "الجزيرة" بمفردات ومعانى لا قبل لها حول الأمر وروجت على نطاق كبير واجبرت قطعان الأغنام على تصديق القصة المفبركة، وجعلت مشاهديها يصدقون الأمر بأن السعودية متورطة فى مقتل المفقود خاشقجى، العقل والمنطق يرفضان تصديق هذه الرواية، ولو أن المملكة أرادت التخلص منه كان الأفضل لها استدراجه فى الخارج والتخلص منه بكل سهوله، لكن ما تروج له وسائل الإعلام تلك ستكون سببًا فى سقوطها للقاع المظلم,
الأمر مريب بالطبع لكننا نتابع عن كثب ما ينشر بعقل وقلب مطمئن أن الحقيقة ستظهر حتما، حتى ولو وصل الأمر إلى ما هو متوقع، فانسحاب الشركاء فى مشروع "نيوم" خير دليل على أن الأمر مدبر مسبقًا للإيقاع بالسعودية وبالتالي تتأثر بالتبعية الدول المنطقة.
تتواتر الأخبار ليل نهار عن اختفاء أو فقدان خاشقجى، وتتكشف أمور لا نعلمها، وتطفو على السطح حقائق عديدة كنا لا نركز فيها فى السابق.


أزمة خاشقجي ابتزاز أمريكى تركى

هناك "تغريدة" تحمل معانى ودلالات كثيرة فى أزمة خاشقجي على غرار قضية ريجينى الإيطالي والتى كادت أن تعصف بالعلاقات المصرية الإيطالية.
الإعلامين الغربى والعربى العميل وتابعيهم بسوء إلى يوم الدين يسوقون بشراسة للقصة الغير منطقية والتى سينساها الجميع كسابقتها، لكن هناك ارتباط وثيق بين الأزمة وتصريحات ترامب صوب المملكة العربية السعودية، المتهمة باستدراج خاشقجي وقتله فى قصة مختلقة غير مقنعة.
المدقق فى الأمر ومن أراد أن يخضع للعصف الذهنى يستطيع بكل سهولة أن يربط الأحداث الأخيرة ببعضها البعض، حتما سيصل لنتائج ربما تختلف من شخص لآخر؛ لكنى مقتنع تماما وهذا رأيي المتواضع بأن هناك علاقة كبيرة بين تصريحات ترامب حول السعودية ومحاولة ابتزازها فى هجومه على الملأ جهاراً فى بلاده، وإصرار تركيا على التحقيق والضغط بهذا الاتجاه لما يسوق له ترامب وإعلامه المغرض، وبين أزمة خاشقجي.
نسأل أنفسنا : لماذا فى هذا التوقيت تتزامن الأزمة مع ابتزاز ترامب للسعودية ؟! .. وتنتشر الشائعات بسرعة البراق، وتختلق المنظمات المشبوهه قصص ورويات غير منطقية، يشرع بعض الخبثاء فى ترويجها ونشرها على نطاق واسع.
الملفت للانتباه وهو يدل على اننى ربما أكون قد لمست نقاط صحيحة فى عصب الأزمة، أن خطيبة خاشقجى طالبت ترامب بالتدخل السريع لفتح تحقيق والتوصل للحقيقة.
يا سادة استيقظوا واستفيقوا من غفلتكم إنه ابتزاز جهارا نهارا، بمساعدة تركيا حليفة أمريكا فى المنطقة، وقطر ستدخل على خط الأزمة قريبا، أدعوكم للتروى وانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.