20 أكتوبر 2015

عزوف ‫‏الشباب عن المشاركة في الانتخابات كسر شوكة الانتهازيين




شهدت المرحلة الأولى من  الانتخابات البرلمانية والتي أجريت في 14 محافظة ، غياب تام للشباب ، فى ثالث مشهد استحقاقي عقب ثورة 30 يونيو التي اعتبرها  " ثورة تصحيح للمسار " ، فعلى مدار اليومين المقررين لتصويت الناخبين لن نلاحظ أي نشاط أو ظهور لفئة الشباب سوى الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تناولت العديد من الانتقادات اللاذعة ضد المرشحين وبرامجهم وتصريحات المسئولين عن نسب المشاركة و كواليس سير العملية الانتخابية .

المراقب للموقف منذ البداية يستطيع أن يفسر معضلة عزوف الشباب عن الادلاء فى الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولى ، ما حدث على مدار يومين يعيد للأذهان أسلوب تعامل المرشحين السابقين في الاستحقاقات البرلمانية على مدار العقود الماضية ، فمنذ اللحظات الأولى لإعلان اللجنة العليا للانتخابات ، شرع المرشحون الفاقدون للأهلية والمغيبون عن ما يحدث على أرض الواقع  ، في عقد الصفقات الملوثة فيما بينهم لحصد أصوات الشعب المغلوب على امره أمام شخصيات لا تعرف سوى لغة المال السياسي.
عزوف الشباب يفتح الباب أمام الكثير من الاستفسارات ، استطاع الشباب أمام هذا الاستحقاق الرد بأسلوب افحم الانتهازيين والمستغلين واخرسهم إلى الأبد عبر والوسائل الحديثة في رسالة منه بأنهم حتى حال دخولهم البرلمان فإنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم لأنه بطبيعة الحال لعب المال السياسي دور كبير في حصد غنائم جولاتهم .. وهنا لم أقصد الجميع فهناك شخصيات تستحق أن تكون لسان حال الشعب تحت قبة البرلمان إلا ما رحم ربى ، الشباب عبر عن غضبه  فى البدايات من سياسة الحكومة التي عجزت عن تقديم أدنى ما يطلبه الشاب المصري ، والسبب الثاني هو ظهور الوجوه القديمة وانتهاجها نفس سياستها القديمة بعد ثورتين قامتًا لنفس السبب.
نتذكر جميعا ما فعله أحمد عز رجل الاعمال المعروف في انتخابات مجلس الشعب 2010 حتى وصل به الأمر بأن دفع بمرشحين بل وثلاثة للحزب الوطني المنحل على مقعد واحد وهو ما ادى إلى نشوب لهيب الانتقام بين أبناء الحزب الواحد ، جمعني لقاء بعدد من السياسيين المخضرمين عقب إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشعب 2010  وتزامن ذلك الإعلان عن برلمان موازى بقيادة الخاسرون فى الانتخابات وعلى رأسهم أيمن نور رئيس حزب الغد السابق والهارب حاليًا فى لبنان ، وشهد اللقاء سجالا ساخنًا وفى النهاية أعرب البعض عن تخوفهم من أن تأول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ، وعلى الفور كان لساني ناطقًا لكلمة انتفاضة حتى وقتنا هذا لم أعرف من أين جاءت تلك الكلمة ، حينما اتجه السجال إلى معارضة البعض والدفاع المستميت من الحاضرين عن الاطراف المتناحرة ، تيقنت أن هناك شيء يلوح في الأفق  وأن البلاد ستشهد موجه من الغضب.

ذهبت إلى بيتي وبداخلي حزن كبير وفوجئت بأول ظهور للدكتور فتحي سرور والذى بدأ من اللحظة الأولى مدافعًا عن شرعية المجلس ، ومهددًا بمحاكمة الشخصيات التي دعت لتدشين برلمان موازى طبقًا للدستور  ، وأخذ يلوح بيده يمينا ويسارًا ، وقتها زاد لدى اليقين بأننا مقبلين على موجه من الغضب ، تلك الأحداث ما زالت عالقة في أذهان الشباب خاصة وأن من ضمن المرشحين من تم استبعادهم من قبل الوطني المنحل ، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة وزيادة الاسعار فى كل مناحي الحياة ، ناهيك عن تصريحات الوزراء التي أخذت طابع التهديد على الدوام .

 كل تلك الاسباب وراء عزوف الشباب ولن ينطفئ لهيبهم سوى وجود برلمان يعبر عن آمالهم ويحقق طموحاتهم عبر نواب مثقفون يستحقون أن يعبروا عن شعب له حضارة .