تلك الأزمات والكوارث التى مرت تلوى الأخرى أثرت بالسلب أفقدت المواطن ثقته بحكومته وطالب بسرعة تقديم استقالتها وتركها لمن هو أصلح ففى جولة نتحسس منها نبض الشارع المصرى كان سياقها كالتالى .
فى البداية يقول محمد محسن موظف أننا نعيش الآن فى حالة من الرعب والفزع خوفا على مصير صحتنا المجهول فى الوقت الذى ظهر فيه القمح الفاسد أخر الكوارث التى منيت بها مصر مؤخراً فى موقف غريب الشكل من الحكومة والتى تقف مكتوفة الأيدى أمام الشركات التى تقوم باستيراده من الخارج وما زالوا يتمادون فى جلبه وكأنهم اتفقوا على موت المصريين .
طالب محسن الحكومة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة من آجل إيقاف تدفق القمح الفاسد إلى البلاد أو تقديم استقالتها فى أسرع وقت قبل أن يطفح الكيل بالمصريين وتقوم احتجاجات قد تؤدى إلى وقوع حوادث وصراعات شعبية عارمة .
يقول عبدالله فوزى والذى لم يختلف كلامه كثيراً عن محسن لكنه لفت الانتباه إلى شئ آخر أن الحكومة المصرية تعلم ذلك جيداً وتتكتم عليه لأنها المستفيدة الأولى من ذلك فاغلب الوزراء من رجال الأعمال ويستغلون منصبهم فى نمو أعمالهم التجارية ولم يعيروا أى اهتمام إلى المواطن محدودى الدخل .
وأضاف فوزى أن لحوم الخنازير قد غزت الأسواق باختلاطها باللحوم الحمراء والتى دخلت فى اللحوم المجمدة الانشون والكفتة وغيرها من الاستخدامات الأخرى .
وتقول أمل أحمد الناس قد انتابها خوف شديد من شراء اللحوم وحتى رغيف العيش اصبحوا يعزفون عنه بسبب القمح الفاسد المستورد حديثا من الخارج .
تتساءل أمل ماذا بعد ذلك فلا يبقى شئ القمح فاسد والطيور مصابه بالأنفلونزا واللحوم اختلطت بها لحوم الخنازير .
ويقول حسام إبراهيم أن جميع قطاعات الحكومة تفتقد إلى الشفافية والرقابة الصحيحة على أغلب القادم إلينا من الخارج فبين الحين والآخر نسمع عن مرور العديد من المواد والمنتجات الفاسدة فى الموانى المصرية والتى تمر دون رقابة أو الخضوع للفحص والسبب يرجع إلى الرشاوى التى يحصل عليها الموظفون فى تلك المناطق الحساسة فضلا عن افتقادنا لمعايير الرقابة الصحيحة واحدث الأجهزة التى تساعد على ذلك .
قال مصدر مسئول رفض ذكر أسمه أننا لا نستطيع الوقوف أمام تلك الأزمات التى تلاحقت تباعاً فمازلنا نعانى من القضاء على أنفلونزا الطيور حتى جاءت أنفلونزا الخنازير والتى من المحتمل أن نكون قد تعدينا نسبة من خطورتها بقرار الإعدام والذبح .
وأضاف أن القمح الفاسد هو مسئولية وزارتى التجارة والزراعة فى المقام الأول مشيراً إلى افتقاد الحكومة المصرية إلى احدث الأجهزة لتقنين جودة القمح المستورد من الخارج ، وقال أننا نعيش فى حالة من الفساد والفوضى وهو ما أدى بنا إلى عدم التصدى إلى تلك الكوارث العتيدة بالإضافة إلى افتقادنا النزاهة والشفافية فى العمل . فى النهاية فأن المواطن المصرى ينتابه الرعب من المصير المجهول لصحته ويلوح فى الأفق بوادر أزمة قد لا تستطيع الأجهزة المعنية التصدى لها وهما ما سنشاهده لاحقا .