21 أغسطس 2009

ماذا لو فعلت اسرائيل كما تفعل إيران ؟



بقلم / طالب المذخور
لقد خطر على بالي هذا السؤال وانا أقلب فكري بين هذا وذاك وانظر إلى حال الأمة المتردي من سيئ إلى أسوء،وكنت ومازلت أعتقد إننا نعيش على أمل ان يبقى ضمير هذه الأمة أمينا على مستقبلها،ولكن يبدو لي أن هذا الضمير الذي نعوّل عليه بات مخترقا وتشوبه الشوائب، فلم يكتف أعداء الأمة بإستهداف مصالحها وأمنها بل وصلوا إلى ضمائرها التي من المفترض بها ان تدافع عن مصلحة وأمن الأمة ،فإذا بهم هم الذين أصبحوا يبددون أمنها ومصلحتها .
وأستغرب ان صفة الحياء التي لازمت العربي كونه عربيا لم تعد ذات قيمة معنوية في قاموس بعض الضمائر العربية،فأرى الذين يدافعون عن إيران رغم علمهم اليقين انها تحتل أرضا وشعبا عربيين،أراهم كيف يكتبون بصلف لم يعتده الإنسان العربي من قبل،وكيف يبررون تصرفهم بعذرٍ أقبح من ذنب .

قبل عدة أيام قامت أسرائيل بتهويد أسماء المناطق والشوارع العربية في مدينة القدس بإطلاق مسميات عبرية عليها بدل اسمائها التأريخية العربية المتعارف عليها،وجميل جدا ان نرى إهتماما واسعا من قبل أجهزة الإعلام العربية بهذا الشأن،والأجمل من ذاك هو سرعة أستجابة قناة الجزيرة لهذا الأمر،وسرعان ما أستعد غسان بن جدو لتقديم برنامج حول تهويد مدينة القدس ومن المؤكد انه سوف يحشر إيران في الموضوع أو اتباع إيران بإعتبارها المدافع الاول عن حقوق الفلسطينيين،فالقسط الأول الذي دفعته إيران لقناة الجزيرة لم ينتهي أجله بعد،وقد تعيد قناة الجزيرة النظر في سياستها تجاه إيران فيما إذا لم تدفع إيران القسط الثاني،وأجزم بأن إيران ليست بهذا الغباء وأطمأن قناة الجزيرة ان إيران سوف تدفع القسط الثاني وقبل الموعد المقرر .

إن الدولة الفارسية قامت بتفريس الدولة الاحوازية العربية من الألف إلى الياء ، ففرست أسم الدولة ، وكثيرا من العرب الذين باعوا ضمائهم بالتومان يطلقون على الدولة الاحوازية أسم خوزستان،كما فرست إيران جميع أسماء المدن والقرى والأرياف والشوارع وحتى أسماء الاحوازيين،ولكننا لم نرى الضمير العربي يتحرك ولم نرى غسان بن جدو يقدم برنامجا حول تفريس الاحواز وكيف بنا كعرب أن ندافع عن هوية الاحواز العربي ؟ .
وبدى لي وانا أصارع آلامي من غبن هذه الأمة على أبنائها إننا أنتهكنا لان ضمائرنا قد أنتهكت،فطرء على بالي هذا السؤال ،

ماذا لو فعلت أسرائيل كما فعلت إيران؟.
أعلم يقيننا إن الذين اجرموا بحق هذه الامة واجرموا بحق الشعب العربي الاحوازي ومازالوا يدعون بانهم عربٌ يقاومون الإحتلال من عصابة حزب الله في لبنان إلى من غمّسوا حجارتهم بالدم الاحوازي قبل أن يرموها على إسرائيل،وإلى من يدعي أنه يحمل هموم الامة ويبحث عن خلاصها،أعلم انهم سوف يتهمونا بما لم ينزل الله به من سلطان،وذلك للتغطية على عوارتهم التي أصبحت مكشوفة للمحتل الفارسي .

ولكني أتسائل إن الذي حدى ببعض العرب وأجهزة إعلامهم السكوت على جريمة نكراء وهي إحتلال دولة عربية أكبر من فلسطين بتسع مرات وعدد نفوسها حوالي العشرة مليون إنسان عربي،أو ليس هذا دليلا على أن اسرائيل لو أنتهجت نفس سياسة إيران مع العرب وهي شراء الذمم والضمائر،لأصبح الكتاب والمفكرون العرب في أول قافلة المدافعون عن الإحتلال الإسرائيلي،وإتهام المقاوم الفلسطيني النبيل وليس الذي يتاجر بالدم الاحوازي اتهموه بالتواطؤ مع قوة أجنبية لزعزعة أمن الدولة الإسرائيلية،ولو أن أسرائيل هي التي دفعت 200 مليون لقناة الجزيرة بدلا من إيران أو ليس حريا بغسان بن جدو ان يدافع عن تهويد مدينة القدس كما يفعل دائما ويدافع عن إيران رغم إحتلالها وتفريسها للاحواز .

أتمنى ان ينبري احدٌ من الذين يدافعون عن إيران بالرد على مقالي هذا لكي نخرج ما بقي في الجعبة من تواطؤ بعض العرب مع قوى الإحتلال الاجنبي وأي كانت هذه القوى ومع ذاك يتبجحون بالوطنية والعروبة وهم منها براء.