بعيدًا عن ما تروجه الجماعات الإرهابية واذنابها في الداخل والخارج ، فإن الفساد
متواجد منذ عصور تمكن من الاستيطان في جسد الوطن وانتشر كالسرطان في بضع سنوات دون
توقف مخلفًا وراءه ملايين الضحايا ؛ وهناك من اتخذ منه مهنة بانتحال صفة مسئول وغيرهم
ممكن مكنتهم الظروف من الجلوس على الكراسي التي لا يستحقونها ، وسط كل ذلك يطفو
على السطح شخصيات استغلت منصبها في التربح من حصانة البرلمان .... الخ .
الأمثلة كثيرة أذا ما امعنا النظر إلى كل ما يطرح في وسائل الإعلام على
اختلاف أنواعه ؛ وأظن من خلال نظرتي المتواضعة أن هناك شخصيات تورطت في قضايا فساد
وإفساد داخل الوطن تقلدت مناصب رفيعة في الدولة ومنهم من جاءت على رأس المؤسسات
وهبوطًا حتى أصغر موظف ، وهنا لا احبذ ذكر أي أسم من تلك الشخصيات .
فالفساد أنواع ما أريد أن القى عليه الضوء مقدرات الوطن التي ضاعت هباء على يد غوغائية
الأوطان ، فالتاريخ حافل بالأحداث الصارخة.
وإذا ما اردنا ذكر مثال فهناك أراضي الوقف الاهلي الذى نهبت مستنداته وملفاته
تحت مرأى ومسمع وزارة الأوقاف ، فهناك نحو 10 ملايين متضرر م ؛ فقد ثبت مؤخرًا
تسريب آلاف المستندات والحجج من داخل الوزارة ودار المحفوظات وترك المسئولين الشعب
فريسة محترفي النصب والتزوير.