29 أبريل 2017

زيارة بابا الفاتيكان لـ" أرض السلام " .. رسائل وقناعات





 اسدل الستار على الزيارة التاريخية التي قام بها فرنسيس بابا الفاتيكان لمصر والتي استغرقت يومين، وسط مراسم احتفال اسطورية، والتي تواكب الذكرى الـ 70 لعلاقات مصر والفاتيكان، واعتبر المحللون والمتخصصون بأن الزيارة تأتي إرساءً لجهود السلام في العالم وتحدى شجاع لقوى الشر والإرهاب ، وتأكيدًا بأن مصر بلد الأمن والأمان وأرض السلام.
زيارة بابا الفاتيكان لمصر، والتي تأتي تلبيه لدعوة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، هامة للغاية وتصب في مصلحة الوطن، في المقام الأول، ورسالة قوية للدول التي دأبت على تنفيذ مخطط تأجيج الفتنة الطائفية في مصر، بأن المسيحيين في أمان ومطمئنين بين إخوانهم المسلمين، وأن الفاتيكان ضد الإرهاب من أي نوع ومن أي طائفة أيا كانت الديانة، وتؤكد أن ما شهده العالم في السابق من حروب دينية كان وراءها الحقد وطمع بعض الدول وليس الدين.
فمصر أرض السلام وستبقي حتي أبد الآبدين رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، فقد مرت بأزمات وعثرات كثيرة، ونهضت وتخلصت من استعمارها والذى جاء بإيعاز ومساندة من خونة الأوطان وتجار الدين ومن هم على شاكلتهم بفضل أبناءها البواسل حينما نفضوا عن عقولهم العصبية المقيتة، فقد نجح الشعب في دحر الإرهاب على مر العصور ، فبين الحقب التاريخية كان هناك إرهاب يطل برأسه بين الحين والآخر، ولكن ذهب كله أدراج الرياح، عجبت لفئات تخرج الحكمة من أفواههم ويبقى الحقد في قلوبهم.
ما يؤكد أهمية الزيارة ألقاء وسائل الإعلام العالمية الضوء وحفاوة الاستقبال في أرض السلام مصر، والتي تسابقت على نقل الحدث بكل تفاصيله، ويؤكد تعزيز الحوار بين الأديان، والإنصات لصوت الاعتدال، لقد نقلت الفعاليات رسائل عديدة وروجت لدولة ينتظرها مستقبل واعد بقيادة سياسية واعية قادره على تخطى الصعاب والأزمات، ودحضت لما يروج عن أن مصر تقبع تحت وطأة الإرهاب الغاشم، خاصة أنها جاءت بعد ما يقرب من شهر على حادث تفجير كنيستين في الغربية والاسكندرية راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم.
قناعاتي الخاصة والتي ربما يختلف البعض عليها، بأن الزيارة من انجح الفعاليات التي شهدتها مصر منذ ثورة 30 يونيو، واعاد الأزهر هيبته ووضع مهاجميه تحت أقدامه عبر خطاب وجهه للعالم لاقى استحسان الكثيرين، وأثبت أن لدينا ثوابت لا يستطيع أحد تحريكها أو زعزعتها.
كلمة الدكتور أحمد طيب شيخ الأزهر أمس في ختام المؤتمر العالمي للسلام، أذهلت الجميع وكشفت سوأة المهاجمين هنا أو خارج هنا، ودحضت مزاعم المروجين للشائعات التي يهدف مطلقيها وأولهم الإرهابيين إلي تقليص دوره واسقاطه رويدا رويد وهو ما يدفع بعض البسطاء فكريًا من المشاركة في ترويج هذا الجرم الأعظم.
ما لاحظته عقب انتهاء كلمه شيخ الأزهر مساء أمس، تحول كبير في وجهات النظر لبعض الشخصيات والكيانات التي وقفت في معسكر الهجوم مؤخرًا، وحولت دفة الأمور كاملة لصالح الأزهر، وهو ما يثبت بأننا نحتاج لإعادة ثقة في بعض مؤسساتنا الوطنية وهو ما يتطلب إصلاح بمعروف وليس تكسيرًا أحمق، نعم للإصلاح لا للإسقاط شعار رفعه الطيب وندعمه بقوة ونقف خلفه حتي يعود أزهرنًا إلي دوره المنوط به.
الأزهر يا اساتذتي وزملائي وقارئ الكريم، يحتاج فعلا لتصويب بعض الأخطاء ولكن من اصحاب الشأن وليس ممن يدعون أنهم على دراية وعلم بكل أمور الدين والدنيا، ويزعمون بأنهم المصلحون الجدد، فقد تعرض الأزهر وهو ما يخفى على أحد لهجوم شرس وآخرها في عهد المخلوع محمد مرسي الذى كاد أن يلقي بالدولة بأكملها إلي الهاوية.
دعونا من التفرقة والتشرذم والذي لا طائل منهما ولن يجديًا نفعًا؛ فقد هرم الشباب قبل أن يجني ثمار جهده بسبب النفاق والفساد الذى استشرى في كل مكان وهما وراء تأخر القطار وعدم الصعود للفضاء، فنحن أبناء الفراعنة أول حضارة وصل علمها عنان السماء، تعلم منها العالم وانتفع بها وطورها، إننا باختصار نحتاج لإعادة بناء الوطن بسواعد ابناءه، نختلف في ود ونتفق في ود ومحبة، لقد وصل بنا الأمر إلي ما لا يحمد عقباه وطفت الخبائث على السطح، واصبحنا نطالع يوميًا أخبار سيئة هنا وهناك أغلبها يتعلق بالأخلاق، والذى ازعم بأن جهلنا ببواطن الأمور وراء أغلب هذه الأزمات، عشت سالمًا يا وطن.