يبدو أن
الأسرة الصحفية على وشك شن هجوم ضارى فى القريب العاجل ، فلا يظن أحد أننا من
الممكن اختراقنا بسهولة ، أو التملص من وعود قطعها على نفسه نظام سابق ، ويأتى
خليفته فيطرحها أرضاً ، فيتلقفها الآخرون ويستغلونها من أجل تحقيق مكاسب شخصية على
حساب أشلاء البشر وذوى أفضل وأنبل مهنه .
فالأسرة
الصحفية عانت تهميش وظلم وقع عليها فى ظل حكم الفرعون مبارك ، وها هى الآن تعانى
نفس المعاناة السابقة ، جاءت ثورة 25 يناير لتقرع الفاسدين وترد المظالم إلى أهلها
كى يستطيعوا العيش كباقى البشر ، فمهنتنا لأبد أن تتحرر من قاذورات شخصيات بعينها
تطل عينا بين حين وآخر عبر وسائل الإعلام وتشوه فى كل من ينتمى إلى مهنة الصحافة ،
فلا يعلم الكثيرين أن هناك تؤامات سياسية وخيوط قوية متشابكة تستغل فيها الصحافة .
إن الوضع أصبح
مزريا للغاية ولا طاقة لنا تحمله ، فالأحزاب السياسية استغلت قبل وبعد الثورة ،
وكان صحفيو الجرائد الحزبية هم الضحية ، والآن نحاسب على فعل لم نجترفه ولا ذنب
لنا فيه ، قال الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى )......؟ صدق الله
العظيم ، فإذا افترضنا حسن النية أو توهمنا أن ما يحدث الآن هو تطهير أو تقويم فأنن
بذلك نكون مخطئين ، لأن رؤوس الفساد ما زالت متواجدة واختلط الحابل بالنابل ،
ووضعت شخصيات جديدة يدها فى يد عمالقة الفساد القديمة من أجل الاستقواء واستغلال الخبرة ، وها نحن الضحية ، تشريد
وتعسف وقصف أقلام .
المشكلة أن الوقت
ليس وقت تصفية حسابات مع قوى أخرى بعينها ، فلا يجب علينا خلط الأوراق ، ولا استغلال
مواقف من أجل نيل مطالب أخرى ليس للأسرة الصحفية ناقة ولا جمل ، فكل الصحفيين المهدر
حقوقهم لابد أن يحصلوا عليها فالوضع يزداد سوء ، وأصبحنا نستخدم من قبل نظام يلعب بنفس
طريقة وترتيبات النظام البائد ، لكن لا يعى
أحد أن هناك فرق ، هو أن النظام السابق كان يلعب بطريقة 4 -4-2 ، والنظام الحالى يلعب
بطريقة 5-4-1 ، بما يعنى أن الفرق شاسع بين الطريقتين وأجواء المباراة مختلفة ، فهل
يعقل أن نلعب بنفس الإستراتيجية وطريقة اللعب والجهاز الفنى مختلفين ، ثم إن خط دفاع
النظام الحالى يسهل اختراقه والتمرير فى السكس ياردة أذا توفر تواجد مهاجم جيد وهذا ليس ببعيد المنال ، من الممكن تجهيز
لاعب فى غضون 24 ساعة .
الأمور تسير فى طريق أسوأ ، والوضع أصبح على
صفيح ساخن وهناك قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر فى القريب العاجل وتجعل عاليه
القوم السفهاء أسفلها ، فليدع كل من هو متقمص شخصية المصلح الشأن لذوى الخبرة
المشهود لهم بالنزاهة على أساس سليم وليس مزيف ، أظن أن الحرب على الفساد قادمة لا
محالة وسندفع بخيره جنود الصحفيين فى أتون الحرب ، فنحن الآن نلتقط الأنفاس لخوض
أشرف وأنبل تاريخ نضارى سيعرفه الجميع .