اعتذر عن عدم مقدرتى مواصلة الكتابات في
مدونتى تلك " جسر الحرية " متنفسى الوحيد للتعبير عن حرية التعبير
والراى ، وذلك نظراً لتعرضها للاختراق من قبل جهات لم يعرنى معرفتها ، فنحن
الصحفيين سنموت ممسكين بقلمنا ولن يستطيع أحد اسكاتنا أو تكميم افواهنا ، فلم نكن
يوماً بوق لنظام ، بل كنا دائما منارة ومصباحاً للقراء ، ننير به الطريق المظلم
غير عابئين باى هجوم غير مبرر ، يستهدف النيل من مهنتنا تحت مزاعم مزيفة .
ستظل حرية الكلمة في طريقها للأمام مهما حاول
اليعض إغراقنا في الشائعات ، فدائما ما كان الإعلام في مرمى مدفعية الحكومات
الفاشلة التى تجد منه ملاذا لتبرير أخطاؤها ، فنظام مبارك كان دائما متربصا بالإعلام
، وكان يلقى التهمة عليه ، في محاوله منه لتبرير فشله ، فلم ننسى أبدا عندما كشف الإعلام
عن تورط " صفوت الشريف " في
حريق مجلس الشورى وقتها كان يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للصحافة ، وانزل علينا عقابه
الظالم بقطع بدل التكنولوجيا لمدة 4 أشهر وأوقف زملاءنا من الدخول في لجنة القيد
بجداول النقابة ، وعلى الرغم من ذلك لم نتوقف واستمر في ملاحقه المتورطين وكشف
الفساد حتى بدت شعلة ثورة 25 يناير تلوح في الأفق ، وقال الشعب كلمته ورفض مبررات
النظام لاخطاؤه ومحاولاته إطلاق مدفعيه شائعاته على الثوار في ميدان التحرير ،
وتحرض الرأي العام على الإعلام ، وكانت سقطته المدوية التى أذهلت العالم .
حتى بعد الثورة واستشعارنا بأننا قد بدأنا
السير على الطريق الصحيح ، وأن مصر نالت حريتها من نظام ظل جاثما على أنفاسنا طيلة
30 عاماً ، لم نكن متوقعين بأن النظام الجديد سيسلك نفس النهج ويتبع نفس السياسة ،
من إقصاء لمعارضيه وتضييق الخناق على الإعلام ، فتوالت الهجمات والتحريض من كل حدب
وصوب ، وظهرت فئات جديدة تهاجم دون تدقيق أو تمحيص ، فالوضع الحالى ينذر بخطر جسيم
، فنحن نتعرض للتكميم والتهميش والتظليل ، بل وصل الأمر للقتل فقد تم اغتيال
زميلنا " الحسينى ابو ضيف " خلال تغطيته أحداث الاتحادية .
وواصلت آليات الهجوم أعمالها الإجرامية دون
رحمه أو خوف من الله فوصل الأمر إلى الاعتداء فى وضح النهار على الإعلاميين
ومحاصرتهم فى عقر دارهم ، والآن يحاول وزير الإعلام تضييق الخناق من جانب آخر ففكر
بالدفع بعناصر موالية لجماعته لتتولى مناصب فى اتحاد الصحفيين العرب وانتخابات
التجديد النصفى لنقابة الصحفيين المزمع إجراؤها فى مارس القادم ، بل أرسل جنوده
للتلصص على الصحفيين الشباب فى محاولة للاستقطاب والانضمام إلى جيوش النظام ،
وكأنه يعيد لأذهاننا نفس سياسة المخلوع مبارك ، وزبانيته ، والرسالة التى يتلقاها
دائما فشل ذريع فى جولاته وما زال كشفنا وملاحقتنا مستمرة ولن نتهاون عن تأدية
رسالتنا على أكمل وجه فرسالة الصحافة رسالة سامية وأنبل مهنه عرفتها البشرية ،
ونأسف لمحاولات البعض منا ممن يتوهم بأنه سيحصل على ضالته مع النظام الجديد ،
هؤلاء أقول لهم اطلعوا على تاريخهم جيداً وضعوا فى عين الاعتبار شركاؤهم فى البرلمان ووضع الدستور ماذا لحق بهم بعد أن
استغلوهم أقصى استغلال .
وأخيرا وليس أخيرا ساظل اكتب واكتب حتى اخر
نفس . إيمانا منى باننى أمارس مهنتى بشرف ونزاهة واضعنا نصب عيني حساب الله ، فلن
يفلح الله عمل المنافقون والمبتزون والمتاجرون بأرواح هذا الشعب ، فستظل مصر أبية
لم يستطيع احد كسر إرادتها وعزيمة شعبها ، وجرأه شبابها النبيل .