11 مارس 2011

مصر إلى أين ... ما بعد ثورة 25 يناير


شهدت الأيام القليلة الماضية أحداث مؤسفة عصفت بالحياة السياسية وأخذت منعطفا جديدا هى عودة الفتنة الطائفية من جديد بعد أحداث هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول مركز أطفيح بمحافظة حلوان ، ذلك الحدث أخذ بعدا لم نتوقعة فقد دارت مواجهات عنيفة بين المسلمين والاقباط فى مناطق المقطم والقلعة خلفت 14 قيل 54 مصاب بعد أن قامت اعداد بقطع طريق الاستراد لمده ساعتين من قبل سكان منشاة ناصر وتم تبادل اطلاق النيران حتى صباح اليوم التالى ، لم يكن الحادث بمثابة مشاجرات فردية بل امتدت إلى احياء تلك هى زوبعة الفتنة ، بداية القصة بدأت فى قرية صول عندما قرر شباب القرية الانتقام من شاب مسيحى أدعوا انه على علاقة بفتاه مسلمة من نفس القرية وتحولت تلك الادعاءات  إلى حقيقة وتحولت القرية إلى نيران تطالب بالقصاص وتوجهت مجموعة من الشباب إلى الكنيسة وقاموا بحرقها ثم هدمها ، وهو ما افزع المسيحيين وارهبهم ففروا من القرية خوفا من بطش الاهالى بهم ، وعلى الفور توالت الاستغاثات من الاقباط لتتحول فى اليوم التالى إلى مظاهرات أمام مبنى الاذاعة والتليفزيون وتعالت الاصوات مطالبه بعوده الكنيسة مرة أخرى فعلى الفور أستجابت قاده القوات المسلحة وأمرت ببناء الكنيسة فى نفس موقعها ، خلال تلك الاحداث صارعت الشخصيات الوطنية فى احتواء الموقف خوفا من تاجج الاحداث وهو ما استجابت له الاهالى فى القرية بعد جلسات صلح بين الطرفين على أن يتم محاسبة المتسببين فى الحادث ، الغريب أنه خلال توهج الموقف تواترت انباء من هنا وهناك واتهامات لم يثبت صحتها إلى أن النظام السابق كان له نصيب الاسد فى تلك الاتهامات خاصة صاحب المصلحة الأولى وهو الحزب الوطى والذى برر البعض بأنه لا يريد استقرار الاوضاع فى اشاره إلى أنه نوع مو أنواع الثورة المضادة .

ولكن على المستوى العالمى فقد اختلفت النبرة تماما عما سبق خلال وجود النظام المخلوع فقد تفهم الكثيون الموقف وفسروه على أنه حادث استثنائى ليس الا ، ولم يعد هنااك نبرة الدعوة لحماية الاقباط فى مصر ، أن ما حدث خلال ثورة 25 يناير أثبت للعالم أن المصريين مسلمين وأقباط هم شركاء فى وطن واحد فقد اقيمت الشعائر الدينية المسلمة والقبطية على أرض ميدان التحرير وسط ملايين من المتظاهرين وهو أثبت أنه لا وجود لما يسمى فتنة طائفية كما كان النظام السابق يطلق عليها ، وشرع فى استغلال واستحداث مواقف  مون صنع رجال الامن حتى يشغلوا الموطنون بهموم مختلفة لا يفوقوا منها .

بيد أن ما حدث وما سوف يحدث من أزمات لم يؤثر على الثورة ومكتسباتها فهى ثورة نقية ولدت طاهرة لا تعرف التفرقة الجميع فى بوطقة وأحدة الكل سواسية مسلم بيد مسيحى طفل بيد شاب ، أن ما يتواتر من شائعات أصبحت لا قيمة لها فالشعب أفيق من خفلته وأصبح يعرف من كان وراء تلك الأحداث وما الهدف منها ، المصريون أصحاب حضارة وبناء أوطان فمصر قبلة العالم العربى وقائدة مسيرة الكفاح والنضال ضد الاستبداد والظلم ، هذه الثورة أعادت للمصريين كرامتهم واصبحوا الآن فى الصداره فقد ابهر العالم بالتحضر وعرفوا كيف تقوم الثورات وكيف تنجح ، لقد اثلج صدرى عندما تابعت بعض القنوات الغربية وهى تعرض تقارير لها بينت أننا أصحاب فكر مستنير ، وأوضحت أن المصرى يستطيع إدارة الازمات بكل عفوية بدون مسبقات .

الآن يستطيع المصرى التنفس بحرية والانطلاق عبر المستقبل بكل حيوية ما زال هناك الشرفاء من الوطن يستطيعوا بناءه من جديد أنظروا إلى الافكار التى تنبثق من عقولنا ما بين شاب وهرم تستطيع تلك الافكار عوده الاستقرار ولكن بشرف وآمان .