07 يونيو 2009

خطاب أوباما الفصيح .. وأمل التطبيق


فاجأ الرئيس الأمريكي أوباما العالم بخطابه الذى ألقاه فى جامعة القاهرة الخميس الماضى والذى تابعه العالم أجمع عبر جميع وسائل الإعلام وجاء عكس جميع التوقعات التى تكهن بها العديد من المحللين والخبراء السياسيين والدينيين .
بدأ أوباما خطابه بنقل تحيات الشعب الأمريكى والذى وصفه بالطيب إلى الشعب المصرى ثم تحدث عن الحضارة وكيف استفادت منها الولايات المتحدة قديماً ثم استطرد حديثة عن الإسلام والمسلمين وأن ما حدث فى الفترة الأخيرة من شن حروب على أفغانستان والعرق كانتا مفروضة واختيارية وكأنه يلقى باللوم على الإدارة الأمريكية السابقة لكنه لم يفسر شئ عن الأسباب الحقيقية التى دفعت بهم لحرب العراق وهو ما أخذه عليه المحللين فى خطوة منه لقلب صفحات التاريخ الأسود الأمريكى .
أوباما كان صريح فى خطابه بعض الشىء وهو ما يتميز به من فطنه وفصاحة تجعله يلقى بكلماته فى مرادها الصحيح ، وأذا تطرقنا إلى حديثه عن فلسطين وهو ما كان العالم يتكهن به فقد تحدث عنها بأسلوب ملتوى بعض الشىء وهو ما جاء عكس التوقعات تماما فقد وضع الإسرائيليين والفلسطينيين فى سلة واحدة صحيح انه قال لابد من فصل الدولتين لكنه لم يدين الهمجية الإسرائيلية فقد وصف إسرائيل بالصديق الأمريكى وخلال كلماته ذكر الهلوكوست وكأنه يريد منا التماس العذر للصهاينة وقبول الوضع على ما هو عليه تلك كانت القشة التى قسمت ظهر البعير لان العالم الإسلامى كان متوقع أن تستحوذ القضية الفلسطينية أكبر قدر من كلمته وأن يطرح حل ينهى به القضية ، صحيح أننا كنا نأمل أن يوقف إسرائيل عند حدها لكنه لم يفعل .
المهم انه فى النهاية استخدم خلال خطبته آيات والكلمات اقتبسها من الدين الإسلامى كثيرا وأيضا أخذ بعض الشىء من الديانات الأخرى لكى يعطى مفهوما عن الديمقراطية الشاملة .
لم يترك أوباما شئ إلا وتحدث عنه حتى المرأة فقد خصها بالذكر وأيضا تحدث عن حق كل دوله فى ممارسة الديمقراطية دون تدخل الدول الأخرى فى شئون البعض وفرض سياسات بعينها .

فإذا نظرنا إلى جمله ما قاله اوباما فانه يتضح لنا أنه يريد أولا تحقيق المصلحة الأمريكية خاصة بعد انصراف العالم عنها بسبب عدائها الشديد للمسلمين وهجومها المستمر والانفراد بقيادة العالم وهو ما ظهر خلال فترة جورج بوش جعل العالم يغير وجهه نظرة فيها بالإضافة إلى بدء انهيارها اقتصاديا بسبب الأزمة العالمية .
وهو ما جعل أوباما يضع حلولا للخروج من المآزق ومع بدء عهده أنطلق إلى العالم الخارجى لتغيير تلك السياسة وتصحيح الأخطاء فقد فتح صفحة جديدة مع الروس العدو الأول لهم ثم تركيا وها هو جاء إلى القاهرة لكى يمحى صفحات الماضى ويتحدث عن أكثر ديمقراطية وتعاون مثمر مبنى على الاحترام المتبادل .

كل ذلك يجعلنا نفكر بعمق فى الأيام القادمة فهل ستؤثر تلك الخطبة التاريخية فى علاقات الدول بعضها البعض وهل سيتحقق شئ من ذلك القبيل أم ستكون بمثابة كلمات رنانة فقط ، فسر الكثير من المحللين عقب أنتهاء الخطبة بأنها فرصة سانحة للعرب لم تتكرر فتلك فرصة جاءت إلينا يجب اقتناصها والاستفادة بأكبر قدر ممكن بغض النظر عن المصالح الأمريكية ، وذهب البعض إلى انها خدعة واهية فالسياسة الأمريكية واحدة لم تتغير والفيصل هنا أسلوب الرؤساء فى تطبيقها ، فى النهاية نترك الأيام القادمة هى التى ستحكم فى ذلك وسنرى إذا كانت تلك كلمات فقط آم ستحقق على ارض الواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق