22 يناير 2018

ترشح عنان وعشق الإخوان



 

عقب إعلان الفريق سامى عنان عزمه الترشح لخوض ماراثون الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها مارس المقبل، وحتى هذه اللحظة فى اليوم الثالث لفتح باب التقدم والذى شهد عزوفا من المرشحين المحتملين، تواترت الأخبار وانتشرت الشائعات فى كل مكان، مع سيل من الهجوم ضد بعض الشخصيات، يبدو أننا سنعيش مرحلة حرجة وربما نخجل مما يتردد هناك وهناك؛ لكن هذا هو حال السياسة وخاصة الترشح للرئاسة.
الغريب والمضحك أن عشاق جماعة الإخوان فى الداخل والخارج روجوا شائعات لا حصر لها بدأت بالتشكيك فى المؤسسة العسكرية العريقة وانتهت بانتقاد ذاتهم دون وعى، كما نصبت اللجان الإلكترونية منصاتها لتزييف الحقائق وزعزعة الثوابت والتى لم تفلح فيه منذ الاطاحة بالمرشد وحاشيته، ومن ضمن ما روجته هذه اللجان ومن تعرض لغسيل بدنى وعقلى أن ترشح عنان يعنى الشتات والانشقاق بين ابناء المؤسسة الواحدة، هذا هراء بالطبع لا يعقله بشر.
فى عام 2012 ترشح للرئاسة مرسى عن جماعة الإخوان بعد اجراء استطلاع داخلى بكافة المحافظات حول الدفع بمرشح أو اثنين، وحسم الاستطلاع اختيار مرشح واحد وبالفعل تم الدفع بـ محمد مرسى، على الرغم من أن الجماعة اعلنت فى البداية عدم نيتها خوض ماراثون السباق الرئاسى وستقرر فيما بعد وقوفها خلف أى من المرشحين، كما فعلت من قبل أعلنت عدم مشاركتها فى ثورة 25 يناير وعندما وجدت الحشود فى الميدان خرجت من تحت الأرض نحو مسرح الحداث لجنى الثمار وحصد الأخضر واليابس.
هل تناسى أو تجاهل الجميع خوض الثنائي عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المحسوب على التيار السلفى، ماراثون الانتخابات الرئاسية ضد الشقيق الثالث مرسى، ما هذا الشتات والمريب أبناء التيار الواحد يتنافسون على مقعد واحد، الشقيقة الكبرى كانت وراء الإطاحة بالشيخ أبو إسماعيل وروجت للأخبار على نطاق واسع، كما تبرأت من أبو الفتوح ودعت للوقوف خلف مرشحها المختار.
جماعة الشر روجت للمرشح المحتمل سامى عنان على أنه المنقذ الوحيد لهم، والقادر على تخطى الصعاب وتطهير الفساد والذى وصفه البعض بأنه أصبح للركب استشهادًا بمقولة المحجوب، كما دعا المدعو يوسف ندا المعزول مرسى للتنازل من داخل محبسه لصالح الأمة حتى يتمكن عنان من خوض الانتخابات، ضمن 6 شروط وضعتها الجماعة للوقوف خلفه ومساندته حتى الجلوس على مقعد الرئاسة، أبرزها تطهير القضاء ودحر الفساد وإجراء المصالحة.
شيء لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق بأن تفترض جماعة لفظها الشعب وطلب جيشه للخلاص منها، بأنها تمتلك شعبية جارفة تستطيع رفع أى مرشح إلى عنان السماء، ربما تكون مقدرتها فقط فى رفع عنان لا إلي السماء بل إلى حائط الظلام، ننتظر رد الفريق سامى عنان على هذه الخزعبلات، فى حال الصمت سيكون له يد فيما تعرضت له البلاد فى الفترة الماضية.    



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق